تحتل تركيا المركز الثالث ، في ترتيب الدول الأعلى دخلاً ، من قطاع السياحة الطبية ، في العالم ، و ذلك بعد الولايات المتحدة وألمانيا مباشرة ، حيث تمثل تركيا السوق الخامسة عالمياً ، من حيث عدد السياح الباحثين عن الخدمات الطبية، بعد الولايات المتحدة وألمانيا وتايلاند والهند.
وقد تمكنت تركيا من تقديم نفسها كرائدة ، في تخصص زراعة الشعر في مجال الرعاية الطبية، وهو المجال الذي يجذب الآلاف من الزوار لهذا البلد ، خلال السنوات الأخيرة.
حاليًا، وبعد سنوات من التدهور الحاد ، في قطاع السياحة ، والتراجع في السنوات الأخيرة، فقد تمكنت تركيا مؤخراً، منذ بداية السنة الماضية ، من استعادة مكانتها في سوق السياحة الطبية عالميا ، وتعزيز موقعها كوجهة للسياحة الاستشفائية، كما تميزت في مجال زراعة الشعر الذي يستقطب سنوياً الآلاف من السياح.
أما في عام 2018 ، فقد تمكنت تركيا من منافسة إسبانيا ، في البحر الأبيض المتوسط ، فعززت تعافيها الذي بدأ في السنة الماضية ،بعد مواسم عديدة عانت فيها كثيراً من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، و مخلفات التهديدات الإرهابية، واستعادة أعداد الزوار الذين توقفوا عن القدوم إليها.
تركيا تنهض من جديد
مثّلت 2018 سنة الأرقام القياسية، إذ سجلت تركيا في سجلها قدوم 39.5 مليون سائح إلى أرضها، فتكون بذلك قد حققت زيادة مقدرها 22٪ مقارنة بالسنة الماضية، وذلك حسب المعهد الوطني التركي للإحصاء.
وقد تعدّت هذه الأرقام التاريخية المسجلة في سنتي 2014 و2015 وذلك عندما تم إحصاء 36 مليون زائر للبلاد. وعلى هذا النحو، حققت البلاد تطوراً كبيراً في عدد الزوار ، مقارنة بإحصاءات 2004 ، الذي لم يتجاوز عدد السياح 17 مليون سائح.
أما بالنسبة لسنة 2019، فهناك توقعات ممتازة ، و مبشرة للسياحة التركية، إذ أنه خلال الشهرين الأولين فقط استقبلت البلاد 3.2 مليون سائح مسجلة بهذا الرقم ارتفاعاً بنسبة 7.4 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية خلال الفترة نفسها.
الاستقرار وتنوع المظاهر السياحية
نتسآل هنا “كيف تمكنت تركيا من تحقيق هذه التحولات في قطاع السياحة والترفيه؟”
لا شك في أن تركيا من البلدان الأكثر ثراء وتنوعاً في منتجاتها السياحية حتى بلغت مابلغته:
انطلاقاً من المناطق السياحية الجميلة في كابادوكيا ، و باموكالي وصولاً إلى مدينة إسطنبول الرائعة، و العديد من الأماكن الأخرى ، و التي يتسابق إليها السياح. كما طورت تركيا سياحة الشمس والرمال التي جعلتها تنافس إسبانيا، فلديها الآن أكثر من 1.13 مليون سرير في الفنادق أغلبها (750 ألف) في أفخم المنتجعات السياحية.
و تعد مدينة أنطاليا من أبرز الوجهات في قطاع السياحة ، والتي استأثرت في سنة 2018 بنسبة 31.5 بالمئة من إجمالي السياح، لتحل في المركز الثاني بعد إسطنبول التي استقبلت 34.02 بالمئة من إجمالي السياح. كما شهد الربط الجوي تحسناً كبيراً، حيث تنظم شركة الخطوط الجوية التركية رحلات إلى نحو أكثر من 300 مطار في 120 دولة، وهي واحدة من أولى الشركات عالمياً في هذا المجال.
ونشير في في هذا السياق إلى مطار إسطنبول الدولي الجديد الذي تم افتتاحه مؤخراً، وإغلاق مطار أتاتورك نهائيا ، حيث سيكون المطار الجديد أحد أكبر وأعظم المطارات في العالم ، عندما يدخل حيز التشغيل بشكل كامل خلال عشر سنوات قادمة، فتكون فيه ستة مدارج للإقلاع والهبوط، وينظم رحلات جوية لأكثر من 300 وجهة ، كما يقدم خدماته لنحو 200 مليون مسافر سنوياً. وهذا الرقم كما نرى هو ضعف ما تقدمه أعلى المطارات تشغيلية في العالم، مثل مطار هارتسفيلد جاكسون في الولايات المتحدة.